الانتخابات

يمنات – خاص
مازال العالم منقسما بين نظريتين: هما الاشتراكية والرأسمالية، ومحاولة إيجاد نظرية ثالثة أو نظرية دينية تنافس في الحكم والاقتصاد محض هراء ومضيعة للوقت. في الاشتراكية ينكر الأفراد ذواتهم في سبيل المجموع، والرأسمالية المتوحشة ضحت بالمجموع في سبيل الفرد الأناني والمتخم. كانت الاشتراكية لا تؤمن بالتعددية السياسية والتبادل السلمي للسلطة إلا ضمن الحزب الواحد والأوحد الذي لا صوت يعلو على صوته كما كان مكتوبا في جدار ملعب الحبيشي في عدن، والرأسمالية لا تؤمن إلا بتعدد الشركات والاحتكارات وتداول السلطة بين الأغنياء، ويبدو أن تعيين أبو ولد محافظا لتعز وأبو عطفة محافظا لصعدة ضمن مؤشرات الاتجاه الرأسمالي ليمن ثورة فبراير وطز بالعدالة الاجتماعية وبرنامج الحزب الاشتراكي.
الانتخابات صارت أكثر المفردات تداولا في الوسط السياسي راهنا فبعض البلدان تحدد النتائج سلفا وما الانتخابات إلا تحصيل حاصل، وبعض البلدان تستخدم الاستفتاء وأجبْ بنعم أو نعم، وبعض البلدان تزور الانتخابات وقلة هي البلدان التي تجري فيها الانتخابات بشفافية ونزاهة. كان الرؤساء العرب إلى ماقبل ثورات الربيع العربي يحصدون 99و99% عبر استفتاء ذي خيار واحد. يحكى أن أحد الناخبين العرب صوت بلا فأرعبه أهله: هل أنت مجنون تصوت بلا، سيضيعونك ويضيعوننا معك وقالوا له عد الآن سريعا وصوت بنعم فعاد إلى لجنة الاقتراع وهو مرعوب فقال لهم : أريد أن أغير التصويت حيث اخترت لا فأريد الآن اختيار نعم فقالوا له : لقد عرفنا غلطتك وأصلحناها واحذر أن تكررها في انتخابات قادمة.
كانت اليمن الديمقراطية بدون ديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية بدون جمهورية وكانت مقبرة التعدد والحريات ومع مجيء الوحدة التي خربتها حرب 1994 شعر اليمنيون بالحرية النسبية لكنها سرعان ما عادت للدكتاتورية تحت يافطة ديمقراطية شكلية وانتخابات تحشد لها الوظيفة العامة والمال العام والجيش وأجهزة الأمن وحتى الدين وما أكثر أصحاب الفتاوى السريعة كوجبات ماكدونالد وشعر المواطن أنه "ناخب" يد ورجل على حد تعبير مواطن من إب، فالناخب تعني المشلول في لهجته.
كان حلاق الدكتاتور الباكستاني مشرف يحلق له لحيته كل أربع ساعات فسأله صديقه: كيف تجد لحيته بعد أربع ساعات فرد عليه الحلاق قائلا: أسأل الرئيس كم باقي من الأيام للانتخابات؟ فإذا بلحيته تطلع فأحلقها.
من أهم مشكلات الانتخابات هي التزوير وتكرار التصويت فأقترح أن يتم قتل الناخب بعد اقتراعه كي لا يتكرر التصويت، أو كل مرشح يذهب إلى مدينة وكل من يريد التصويت له الذهاب إلى نفس المدينة وفي لحظة إسناد زمني يتم تعداد كل المتواجدين في تلك المدينة وتعلن النتيجة أو تتم الانتخابات بطريقة المنتخب الوطني لكرة القدم الذي لم ينتخبه أحد.